1/774 روينا في سنن أبي داود والترمذي، عن
المقدام بن معد يكرب رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال:
"إِذَا أحَبَّ الرَّجُلُ أخاهُ فَلْيُخْبِرُهُ أنَّهُ يُحِبُّهُ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح. (1)
2/775 وروينا في سنن أبي داود، عن
أنس رضي اللّه عنه؛ أن رجلاً كان عندَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فمرّ
رجلٌ فقال: يا رسول اللّه! إني لأحبُّ هذا، فقال له النبيّ صلى اللّه
عليه وسلم: "أعْلَمْتَهُ؟" قال: لا، قال: "أعْلِمْهُ"
فلحقه فقال: إني أُحبك في اللّه، قال: أحبَّك الذي أحببتني له. (2)
4/777 وروينا في كتاب الترمذي، عن
يزيدَ بن نعامة الضبيّ قال: قالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"إذَا آخَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ
أبيه وَممّنْ هُوَ، فإنَّه أوْصَلُ لِلْمَوَدَّةِ".
قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه،
قال: ولا نعلم ليزيدَ بن نعامة سماعاً من النبيّ صلى اللّه عليه وسلم،
قال: ويُروى عن ابن عمر عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم نحو هذا، ولا يصحّ
إسناده. (3)
قلتُ: وقد اخْتُلف في صحبة (4) يزيدَ بن نعامة فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: لا صحبةَ له، قال: وحكى البخاري أن له صحبة، قال: وغَلِطَ.
1/778 روينا في كتاب الترمذي، عن
أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ
رأى مُبْتَلىً فَقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي عافاني مِمَّا ابْتلاكَ
بِهِ وَفَضَّلَنِي على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً، لَمْ يُصِبْهُ
ذلكَ البَلاءُ" قال الترمذي: حديث حسن. (5)
2/779 وروينا في كتاب الترمذي، عن
عمرَ بن الخطاب رضي اللّه عنه؛أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
"مَنْ رأى صَاحِبَ بَلاءٍ فَقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي عافانِي
مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفضِيلاً
إِلاَّ عُوفِيَ مِنْ ذلكَ البَلاءِ كائِناً ما كانَ ما عاش" ضعَّفَ الترمذي إسنادَه. (6)
قلتُ: قال العلماءُ من أصحابنا وغيرهم: ينبغي أن
يقولَ هذا الذكرَ سِرّاً بحيثُ يُسمعُ نفسَه ولا يُسمعُه المبتلى لئلا
يتألَّمَ قلبُه بذلك، إلا أن تكون بليّتُه معصيةً فلا بأس أن يُسمعَه ذلك
إن لم يخفْ من ذلك مفسدة، واللّه أعلم.
بابُ استحباب حمدِ اللّه تعالى للمسؤول عن حاله أو حال محبُوبه مع جوابه إذا كان في جوابه إخبارٌ بطيبِ حالِه
1/780 روينا في صحيح البخاري، عن
ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن عليّاً رضيَ اللّه عنه خرجَ من عند رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وجعهِ الذي تُوفي فيه، فقال الناسُ: يا أبا
حسنٍ! كيف أصبحَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال: "أصْبَحَ
بِحَمْدِ اللّه تَعالى بارئاً".(7)
1/781 روينا في كتاب الترمذي وغيره، عن
عمرَ بن الخطاب رضي اللّه عنه؛ أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
"مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فقالَ: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا
شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي ويُمِيتُ وَهُوَ
حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:
كَتبَ اللَّهُ لَهُ ألْفَ ألْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ ألْفَ ألْفِ
سَيِّئْةٍ، وَرَفَعَ لَهُ ألْفَ ألْفِ دَرَجَة" (8)رواه
الحاكم أبو عبد اللّه في المستدرك على الصحيحين من طرق كثيرة، وزاد فيه في
بعض طرقه "وَبَنى لَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ" وفيه من الزيادة: قال
الراوي: فقدمتُ خراسان، فأتيتُ قُتَيبةَ بن مسلم فقلتُ: أتيتكَ بهدية
فحدّثته بالحديث، فكان قتيبةُ بن مُسلم يركبُ في موكبه حتى يأتيَ السوقَ
فيقولُها ثم ينصرف. ورواه الحاكم أيضاً من رواية ابن عمر عن النبيّ صلى
اللّه عليه وسلم، قال الحاكم: وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وبُريدة
الأسلمي وأنس، قال: وأقربُها من شرائط هذا الكتاب حديث بُريدة (9) بغير هذا اللفظ، فرواه بإسناده عن
بُريدة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا دخل السوق قال:
"باسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ خَيْرَ هَذِهِ السّوقِ
وَخَيْرَ ما فِيها، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّها وَشَرّ ما فِيهَا؛ اللَّهُمَّ
إني أعُوذُ بِكَ أنْ أُصِيبَ فِيها يَمِيناً فاجِرَةً، أوْ صَفْقَةً
خاسِرَةً".
بابُ استحباب قولِ الإِنسانِ لمن تزوَّجَ تزوّجاً مُستحباً، أو اشترى أو فعل فِعْلاً يَستحسنُه الشرعُ: أصبتَ أو أحسنتَ ونحوه
1/782 روينا في صحيح مسلم، عن
جابر رضي اللّه عنه قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"تَزَوَّجْتَ يا جابِرُ؟! قلت: نَعم، قال: بِكْراً أَمْ
ثَيِّباً؟ قلتُ: ثيّباً يا رسول اللّه! قال: فهَلاّ جارِيَةً
تُلاعِبُها وَتُلاعِبُكَ؟" أو قال: "تُضَاحِكُهَا
وتُضَاحِكُكَ". قلت: إن عبد اللّه ـ يعني أباه ـ تُوفي وتركَ تسعَ
بناتٍ - أو سبعا ً- وإني كرهتُ أن أجيئهنّ بمثلهنّ، فأحببتُ أنْ أجيءَ
بامرأةٍ تقومُ عليهنّ وتُصْلِحُهنّ، قال: "أصَبْتَ" وذكر الحديث. (10)
1/783 روينا في كتاب ابن السني، عن
عليّ رضي اللّه عنه؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا نظر في المرآة
قال: "الحَمْد لِلَّهِ، اللَّهُمَّ كما حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ
خُلُقِي".(11)
ورويناه فيه، من رواية ابن عباس بزيادة.
2/784 ورويناه
فيه، من رواية أنس قال: كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا نظرَ
وجهَه في المرآةِ قال: "الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي سَوَّى خَلْقي
فَعَدَّلَهُ، وَكَرَّمَ صُورَةَ وَجْهِي فَحَسَّنَها، وَجَعَلَني مِنَ
المُسْلِمينَ".(12)
1/785 روينا في كتاب ابن السني، عن
عليّ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "مَنْ
قَرأ آيَة الكُرْسِيِّ عِنْدَ الحِجامَةِ كانَتْ مَنْفَعَةَ
حِجامَتِهِ".(13)
1/786 روينا في كتاب ابن السني، عن
أبي رافع رضي اللّه عنه مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: قال
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذَا طَنَّتْ أُذُنُ أحَدِكُمْ
فَلْيَذْكُرْنِي وَليُصَلّ عَليَّ ولْيَقُلْ: ذَكَرَ اللَّهُ بِخَيْرٍ
مَنْ ذَكَرَنِي".(14)
1/787 روينا في كتاب ابن السني عن
الهيثم بن حنش قال: كنَّا عندَ عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما
فخدِرَتْ رجلُه، فقال له رجل: اذكر أحبَّ الناس إليك، فقال: يا محمّدُ
صلى اللّه عليه وسلم، فكأنما نُشِطَ من عِقَال. (15)
2/788 وروينا
فيه، عن مُجاهد قال: خَدِرَتْ رِجلُ رجلٍ عند ابن عباس، فقال ابنُ عباس
رضي اللّه عنهما: اذكر أحبَّ الناس إليك، فقال: محمّدٌ صلى اللّه عليه
وسلم فذهبَ خَدَرُه. (16)
وروينا فيه (17)
، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي أحدِ شيوخ البخاري الذين روى عنهم في
صحيحه قال: أهلُ المدينة يَعجبون من حُسن بيت أبي العتاهية:
اعلم أن هذا الباب واسعٌ جداً، وقد تظاهرَ على جوازه
نصوصُ الكتاب والسنّة، وأفعالُ سلف الأمة وخلفها، وقد أخبرَ اللّه سبحانه
وتعالى في مواضع كثيرة معلومة من القرآن عن الأنبياء صلواتُ اللّه وسلامُه
عليهم بدعائهم على الكفّار.
1/789 روينا في صحيح البخاري ومسلم، عن
عليّ رضي اللّه عنه: أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال يوم الأحزاب:
"مَلأَ اللَّه قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ ناراً كما شَغَلُونا عَنِ
الصَّلاةِ الوُسْطَى".(18)
2/790 وروينا في الصحيحين، من
طرق: أنه صلى اللّه عليه وسلم دعا على الذين قَتلوا القرَّاءَ رضي اللّه
عنهم، وأدامَ الدعاءَ عليهم شهراً يقولُ: "اللَّهُمَّ الْعَنْ رِعْلاً
وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ".(19)
3/791 وروينا في صحيحيهما، عن
ابن مسعود رضي اللّه عنه في حديثه الطويل ،في قصة أبي جهلٍ وأصحابه من
قريش حين وَضَعُوا سَلاَ الجزور على ظهر النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فدعا
عليهم وكان إذا دعا، دعا ثلاثاً ثم قال: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ
بِقُرَيْشٍ" ثلاثَ مرّاتٍ، ثم قال: "اللَّهُمَّ عليكَ بأبي جَهْلٍ،
وَعُتْبَةَ بْنِ رَبيعَةَ" وذكر تمام السبعة، وتمام الحديث. (20)
4/792 وروينا في صحيحيهما، عن
أبي هريرة رضي اللّه عنه أنَّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان
يدعو: "اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطأتَكَ على مُضَرَ؛ اللَّهُمَّ اجْعَلْها
عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنيِّ يُوسُفَ".(21)
5/793 وروينا في صحيح مسلم، عن
سلمةَ بن الأكوع رضي اللّه عنه: أن رجلاً أكل بشماله عند رسول اللّه صلى
اللّه عليه وسلم فقال: "كُلْ بِيَمِينِكَ" قال: لا أستطيع، قال:
"لا اسْتَطَعْتَ" ما منَعه إلا الكبرُ، قال: فما رفعَها إلى فِيْه. (22)
قلتُ: هذا الرجل هو بُسر ـ بضم الباء وبالسين
المهملة ـ ابن راعي العير الأشجعي، صحابي، ففيه جواز الدعاء على مَن خالف
الحكم الشرعي.
6/794 وروينا في صحيحي البخاري ومسلم عن
جابر بن سمرة قال: شكا أهلُ الكوفة سعدَ بن أبي وقاص رضي اللّه عنه إلى
عمر رضي اللّه عنه، فعزلَه واستعملَ عليهم.. وذكرَ الحديثَ إلى أن
قال: أرسل معه عمر رجالاً أو رجلاً إلى الكوفة يسألُ عنه، فلم يدعْ
مسجداً إلا سألَ عنه ويُثنون معروفاً، حتى دخل مسجداً لبني عَبْسٍ، فقامَ
رجلٌ منهم يُقال له أُسامة بن قتادة، يُكَنَّى أبا سعدة فقال: أما إذا
نشدتنا فإن سعداً لا يسيرُ بالسريّة، ولا يَقسِمُ بالسويّة، ولا يَعدِلُ في
القضية. قال سعد: أما واللّه لأدعونّ بثلاث: اللهمّ إن كان عبدُك
هذا كاذباً قام رياءً وسمعةً فأطلْ عمرَه، وأطلْ فقرَه، وعرّضْه للفتن.
فكانَ بعد ذلك يقول: شيخ مفتون أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك بن
عُمير الراوي، عن جابر بن سمرة: فأنا رأيتُه بعدُ قد سقطَ حاجباه على
عينيه من الكِبَر، وإنه ليتعرّضُ للجواري في الطرق فيغمزُهنّ. (23)
7/795 وروينا في صحيحيهما، عن
عروة بن الزبير؛ أن سعيدَ بن زيد رضي اللّه عنهما خاصمْتُه أروى بنتُ أوْس
ـ وقيل: أُويس ـ إلى مروان بن الحكم، وادّعتْ أنه أخذ شيئاً من أرضها،
فقال سعيد رضي اللّه عنه: أنا كنتُ آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعتُ من
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: ما سمعتَ من رسول اللّه صلى
اللّه عليه وسلم؟ قال: سمعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول:
"مَنْ أخَذَ شبْراً مِنَ الأرْضِ ظُلْماً طُوِّقَهُ إلى سَبْعِ
أرَضِينَ" قال مروان: لا أسألُك بيِّنةً بعد هذا، فقال سعيد: اللهمّ
إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلْها في أرضها، قال: فما ماتتْ حتى ذهبَ
بصرُها، وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعتْ في حفرة فماتت. (24)
1/796 روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن
أبي بُردة بن أبي موسى قال: وجع أبو موسى رضي اللّه عنه وجعاً، فغُشي
عليه ورأسُه في حِجر امرأة من أهله، فصاحت امرأةٌ من أهله فلم يستطعْ أن
يردَّ شيئاً، فلما أفاق قال: أنا بريءٌ ممّن برىء منه رسولُ اللّه صلى
اللّه عليه وسلم، فإن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم برىءَ من الصَّالقةِ
والحَالقةِ والشَّاقةِ. قلت: الصَّالقةُ: الصائحة
بصوت شديد؛ والحالقةُ: التي تحلق رأسَها عند المصيبة؛ والشَّاقةُ: التي
تشقُّ ثيابَها عند المصيبة. (25)
2/797 وروينا في صحيح مسلم، عن
يحيى بن يَعمر قال: قلتُ لابن عمر رضي اللّه عنهما: أبا عبد الرحمن!
إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرأون القرآن ويزعمون أن لا قَدَر، وأنّ الأمرَ
أُنُفٌ، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أنّي بريءٌ منهم وأنهم بَرآءُ مني (26)قلت:
أُنُف بضمّ الهمزة والنون: أي مُستأنف لم يتقدّم به علم ولا قدر، وكذب
أهل الضلالة، بل سبق علم اللّه تعالى بجميع المخلوقات.
1/798 روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن
ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: دخل النبيّ صلى اللّه عليه وسلم مكة يوم
الفتح، وحول الكعبة ثلاثمائةٍ وستون نُصُباً، فجعلَ يطعنُها بعود كان في
يده، ويقول: "جاءَ الحَقُّ، وَزَهَقَ الباطلُ، إنّ الباطِلَ كانَ
زَهُوقاً جاءَ الحَقُّ وَما يُبْدِىءُ الباطِلُ وما يُعِيدُ".(27)
1/799 روينا في كتابي ابن ماجه وابن السني، عن
حُذيفةَ رضي اللّه عنه قال: شكوتُ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
ذَرَبَ لساني، فقال: "أيْنَ أنْتَ مِنَ الاسْتِغْفارِ؟ إني
لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةِ".(28)
قلتُ: الذََْب بفتح الذال المعجمة والراء، قال أبو زيد وغيره من أهل اللغة: هو فُحش اللسان.
1/800 روينا في سنن أبي داود، عن
أبي المليح التابعي المشهور عن رجل قال: كنتُ رديفَ النبيّ صلى اللّه
عليه وسلم، فعثرت دابّته فقلتُ: تَعِسَ الشيطان، فقال: "لا تَقُلْ
تَعِسَ الشَّيْطانُ، فإنَّكَ إذَا قُلْتَ ذلكَ تَعاظَمَ حتَّى يَكُونَ
مِثْلَ البَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: باسْمِ
اللَّهِ، فإنَّكَ إذَا قُلْتَ ذلك تَصَاغَرَ حتى يَكُونَ مِثْلَ
الذُّبابِ" قلتُ: هكذا رواه أبو داود عن أبي المليح عن رجل هو رَديف النبيّ صلى اللّه عليه وسلم.
2/801 ورويناه في كتاب ابن السني، عن أبي المليح عن أبيه، وأبوه صحابي اسمه أُسامة على الصحيح المشهور، وقيل فيه أقوال أُخَر.
وكِلا الروايتين صحيحة متصلة، فإن الرجل المجهول في
رواية أبي داود صحابي، والصحابة رضي اللّه عنهم كلُّهم عدولٌ لا تضرُّ
الجَهَالةُ بأعيانهم. وأما قوله تَعَس، فقيل معناه: هلك، وقيل سقط،
وقيل عثر، وقيل لزمه الشرّ، وهو بكسر العين وفتحها، والفتح أشهر، ولم يذكر
الجوهري في صِحاحه غيره. (29)
بابُ بيانِ أنه يُستحبُّ لكبير البلد إذا مات الوالي أن يخطب الناس يُسكِّنهم ويعظُهم ويأمُرهم بالصبرِ والثباتِ على ما كانُوا عليه
1/802 روينا
في الحديث المشهور في خطبة أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه يوم وفاة النبيّ
صلى اللّه عليه وسلم وقوله رضي اللّه عنه: مَنْ كان يعبدُ محمّداً، فإنَّ
محمّداً قد ماتَ، ومَنْ كانَ يعبدُ اللّه، فإنَّ اللَّه حيٌّ لا يموت. (30)
2/803 وروينا في الصحيحين، عن
جرير بن عبد اللّه أنه يوم ماتَ المغيرةُ بن شعبة وكان أميراً على البصرة
والكوفة، قام جريرٌ فحمِد اللّه تعالى وأثنى عليه وقال: عليكم باتقاء
اللّه وحدَه لا شريكَ له، والوقارَ والسكينةَ حتى يأتيَكم أميرٌ فإنما
يأتيكم الآن. (31)
بابُ دُعاءِ الإِنسانِ لمن صَنَعَ معروفاً إليه أو إلى النَّاسِ كلِّهم أو بعضِهم، والثناءِ عليه وتحريضه على ذلك
1/804 روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن
عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما قال: أتى النبيُّ صلى اللّه عليه
وسلم الخلاءَ، فوضعتُ له وَضوءاً، فلما خرج قال: "مَنْ وَضَعَ
هَذَا؟" فأُخبر، قال: "اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ" زاد البخاري
"فَقِّهْهُ في الدِّينِ".
2/805 وروينا في صحيح مسلم، عن
أبي قتادة رضي اللّه عنه في حديثه الطويل العظيم المشتمل على معجزاتٍ
متعدّداتٍ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: فبينا رسولُ اللّه صلى
اللّه عليه وسلم يسيرُ حتى ابْهَارَّ الليل وأنا إلى جنبه، فنَعَس رسولُ
اللّه صلى اللّه عليه وسلم فمالَ عن راحلته فأتيتُه فدعَّمتُه من غير أن
أُوقظَه حتى اعتدل على راحلته، ثم سارَ حتى تَهَوَّر الليلُ مال عن راحلته،
فدعَّمتُه من غير أن أوقظَه حتى اعتدل على راحلته، ثم سارَ حتى إذا كان من
آخر السَّحَر مالَ ميلة هي أشدّ من الميلتين الأُولَيَيْن حتى كاد ينجفلُ،
فأتيتُه فدعَّمته، فرفعَ رأسَه فقال: "مَنْ هَذَا؟" قلتُ: أبو
قتادة، قال: "مَتَى كان هَذَا مَسِيركَ مِنِّي؟" قلتُ: ما زال
هذا مسيري منذ الليلة، قال: "حَفِظَكَ اللّه بِما حَفِظْتَ بِهِ
نَبِيّهُ" وذكر الحديث.
قلت: ابهارَّ بوصل الهمزة وإسكان الباء الموحدة
وتشديد الراء ومعناه: انتصف؛ وقوله تهوّرَ: أي ذهب معظمه؛ وانجفل
بالجيم: سقط؛ ودعَّمته: أسندته.
3/806 وروينا في كتاب الترمذي، عن
أُسامةَ بن زيد رضي اللّه عنهما، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
قال: "مَنْ صُنِعَ إِلَيْه مَعْرُوفٌ فَقالَ لِفاعِلِهِ: جَزَاك
اللَّهُ خَيْراً، فَقَدْ أبْلَغَ في الثَّناء" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
4/807 وروينا في سنن النسائي وابن ماجه وكتاب ابن السني، عن
عبد اللّه بن أبي ربيعة الصحابي رضي اللّه عنه قال: استقرضَ النبيُّ صلى
اللّه عليه وسلم منِّيَ أربعين ألفاً، فجاءَه مال فدفعَه إليَّ وقال:
"بارَكَ اللَّهُ لَكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، إنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ
الحَمْدُ والأداءُ".
5/808 وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن
جرير بن عبد اللّه البَجَليّ رضي اللّه عنه قال: كان في الجاهلية بيتٌ
لخثعمَ يُقال له الكعبة اليمانية، ويُقال له ذو الخَلَصة، فقال لي رسولُ
اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "هَلْ أنْتَ مُرِيحِي مِنْ ذِي
الخَلَصَةِ؟" فنفرتُ إليه في مئة وخمسين فارساً من أحمس فكسَّرْنَا
وقتلنَا مَن وجدنا عنده، فأتيناه فأخبرناه، فدعا لنا ولأحمس. وفي
رواية: فبرَّك رسُول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على خيلِ أحمس ورجالها
خمسَ مرّات.
6/809 وروينا في صحيح البخاري، عن
ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أتى زمزمَ
وهم يَسقون ويَعملون فيها، فقال: "اعْمَلُوا فإنَّكُمْ على عَمَلٍ
صَالِحٍ".
1/810 روينا في كتاب ابن السني، عن
عائشة رضي اللّه عنها قالتْ: أَهديتُ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
شاةٌ قال: "اقْسِمِيها" فكانت عائشةُ إذا رجعتِ الخادمُ تقولُ: ما
قالُوا؟ تقولُ الخادمُ: قالوا: باركَ اللّه فيكم، فتقول عائشة:
وفيهم بارك اللّه، نردُّ عليهم مثلَ ما قالوا، ويَبقى أجرُنا لنا. (32)
بابُ
اسْتحبابِ اعتذارِ مَن أُهديتْ إليه هديّةٌ فردَّها لمعنى شرعي بأن يكون
قاضياً أو والياً أو كان فيها شُبهة أو كان له عذرٌ غير ذلك
1/811 روينا في صحيح مسلم، عن
ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن الصَّعْبَ بن جَثَّامةَ رضي اللّه عنه أهدى
إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم حمارَ وحْشٍ وهو مُحْرِمٌ، فردََّه عليه
وقال: "لَوْلا أنّا مُحْرِمُونَ لَقَبِلْنا مِنْكَ" (33)قلت: جَثّامة بفتح الجيم وتشديد الثاء المثلثة.
1/812 روينا في كتاب ابن السني، عن
سعيد بن المسيب، عن أبي أيَوبَ الأنصاري رضي اللّه عنه؛ أنه تناول من
لحيةِ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أذىً، فقال رسول اللّه صلى اللّه
عليه وسلم: "مَسَحَ اللَّهُ عَنْكَ يا أبا أَيوبَ! ما تَكْرَهُ"
وفي رواية عن سعد؛ أنَّ أبا أيوب أخذ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
شيئاً، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا يَكُنْ بِكَ السُّوءُ
يا أبا أَيُّوبَ، لا يَكُنْ بِكَ السُّوءُ".(34)
2/813 وروينا فيه، عن
عبد اللّه بن بكر الباهلي قال: أخذَ عمرُ رضي اللّه عنه من لحية رجلٍ أو
رأسه شيئاً، فقال الرجلُ: صرفَ اللّه عنك السوء، فقال عمر رضي اللّه
عنه: صُرفَ عنّا السوءُ منذ أسلمنا، ولكن إذا أُخذ عنك شيء فقل: أخذتْ
يداك خيراً. (35)
1/814 روينا في صحيح مسلم، عن
أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: كانَ النَّاسُ إذا رأوْا أوّل الثمر جاؤوا
به إلى رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فإذا أخذَه رسولُ اللّه صلى
اللّه عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ بارِكْ لَنا في ثَمَرِنا، وبَارِكْ
لَنا في مَدِينَتِنا، وبَارِكْ لَنا في صَاعِنا، وبَارِكْ لَنا في مُدّنا،
ثم يدعُو أصغرَ وليدٍ له فيُعطيه ذلك الثمرَ" وفي رواية لمسلم أيضاً
"بَرَكَةً مع بركة، ثُم يعطيه أصغر من يَحضُره من الولدان" وفي رواية
الترمذي "أصغرَ وليدٍ يراهُ" وفي رواية لابن السني، عن أبي هريرة رضي
اللّه تعالى عنه: رأيتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، إذا أُتي
بباكورةٍ وضعَها على عينيه ثم على شفتيه وقال: "اللَّهُمَّ كمَا
أريْتَنا أوّلَهُ فأرِنا آخِرَهُ" ثم يُعطيه مَنْ يكونُ عندَه من
الصبيان. (36)
اعلم أنه يُستحبّ لمن وعظَ جماعةً أو ألقى عليهم
عِلْماً أن يقتصدَ في ذلك ولا يُطوِّل تطويلاً يُمِلُّهم، لئلا يَضجروا
وتذهبَ حلاوتُه وجلالتُه من قلوبهم، ولئلا يَكْرَهُوا العلمَ وسماعَ الخير
فيقعُوا في المحذور.
1/815 روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن
شقيق بن سلمة قال: كان ابنُ مسعودٍ يُذكِّرنا في كل خميس، فقال له
رجل: يا أبا عبد الرحمن! لوددتُ أنك ذكّرتَنا كل يوم، فقال: أما إنه
يمنعني من ذلك أنّي أكره أنْ أُمِلَّكم، وإني أتخوَّلكم بالموعظة كما كان
رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتخوّلنا بها مخافةَ السآمة علينا. (37)
2/816 وروينا في صحيح مسلم، عن
عمّار بن ياسر رضي اللّه عنهما قال: سمعتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه
وسلم يقول: "إن طُولَ صَلاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ
مِنْ فِقْهِهِ، فأطِيلوا الصَّلاةَ واقْصِرُوا الخُطْبَةَ".(38)
قلتُ: مئنّة، بميم مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم نون مشددة: أي علامة دالّة على فقهه.
وروينا عن ابن شهابٍ الزهريّ رحمه اللّه قال: إذا طالَ المَجلسُ كانَ للشيطان فيه نصيب.
قال اللّه تعالى: {وَتَعاونُوا على البِرّ والتَّقْوَى} [المائدة:2].
1/817 وروينا في صحيح مسلم، عن
أبي هريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
"مَن دَعا إلى هُدىً كانَ لهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ
تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً، وَمَنْ دَعا إلى
ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثامِ مَنْ تَبِعَهُ لا
يَنْقُصُ ذلكَ مِنْ آثامِهِمْ شَيْئاً".(39)
2/818 وروينا في صحيح مسلم أيضاً، عن
أبي مسعود الأنصاري البدريّ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى
اللّه عليه وسلم: "مَنْ دَلَّ على خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أجْرِ
فاعِلِهِ".(40)
3/819 وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن
سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه؛ أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لعليّ
رضي اللّه عنه: "فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً
وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ".(41)
وروينا في الصحيح قوله صلى اللّه عليه وسلم: "واللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أخِيهِ" (42) والأحاديث في هذا الباب كثيرة في الصحيح مشهورة.
فيه الأحاديث الصحيحة المتقدمةُ في الباب قبلَه، وفيه حديث "الدين النصيحة" (43) وهذا من النصيحة.
1/820 روينا في صحيح مسلم، عن
شُريحِ بن هانىءٍ قال: أتيتُ عائشةَ رضي اللّه عنها أسألُها عن المسح
على الخفّين، فقالتْ: عليكَ بعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فاسألْه،
فإنه كان يُسافر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فسألناه. وذكر
الحديث.
2/821 وروينا
في صحيح مسلم، الحديث الطويل في قصة سعد بن هشام بن عامر لما أرادَ أن
يسأل عن وترِ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأتى ابنَ عباس يسألُه عن
ذلك، فقال ابن عباس: ألا أدلُّكَ على أعلمِ أهلِ الأرض بوتر رسول اللّه
عليه وسلم؟ قال: مَن؟ قال: عائشة فأْتِها فاسألها. وذكر الحديث. (44)
3/822 وروينا في صحيح البخاري، عن
عمران بن حِطَّانَ، قال: سألتُ عائشةَ رضي اللّه عنها عن الحرير
فقالتْ: ائتِ ابنَ عباسٍ فاسألْه، فسألتُه، فقال: سلِ ابنَ عمر، فسألتُ
ابنَ عمر، فقال: أخبرني أبو حفص: يعني عمرَ بن الخطاب رضي اللّه عنه؛
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إِنَّمَا يَلْبَسُ الحَرِيرَ
في الدُّنْيا مَنْ لا خَلاقَ لَهُ في الآخِرَةِ".(45)
قلتُ: لا خلاق: أي لا نصيبَ. والأحاديث الصحيحة بنحو هذا كثيرة مشهورة.
ينبغي لمن قال له غيرُه: بيني وبينَك كتاب اللّه أو
سنّة رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، أو أقوال علماء المسلمين، أو نحو
ذلك، أو قال: اذهبْ معي إلى حاكم المسلمين، أو المفتي لفصلِ الخصومةِ
التي بيننا، وما أشبَه ذلك، أن يقولَ: سمعنا وأطعنا، أو سمعاً وطاعةً، أو
نعم وكرامة، أو شبه ذلك، قال اللّه تعالى: {إِنَّمَا
كانَ قَوْلَ المُؤْمِنينَ إذَا دُعُوا إلى اللّه وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ
بَيْنَهُمْ أنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وأطَعْنا وَأُولَئِكَ هُمُ
المُفْلِحُونَ} [النور:51].
فصل
:ينبغي لمن خاصمَه غيرُه أو نازعَه في أمر فقال له: اتّقِ اللَّهَ
تعالى، أو خَفِ اللَّهَ تعالى، أو راقبِ اللَّهَ، أو اعلم أنَّ اللّه تعالى
مطّلعٌ عليك، أو اعلم أنَّ ما تقوله يُكتب عليك وتُحاسبُ عليه، أو قال
له: قال اللّه تعالى: {يَوْمَ تَجدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً} [آل عمران: 30] أو {اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللّه}
[البقرة:281] أو نحو ذلك من الآيات، وما أشبه ذلك من الألفاظ؛ أن
يتأدَّبَ ويقول: سمعاً وطاعةً، أو أسألُ اللّه التوفيقَ لذلك، أو أسألُ
اللّه الكريمَ لطفه، ثم يتلطَّفُ في مخاطبة مَن قال له ذلك، وليحذرْ كلَّ
الحذرِ من تساهلهِ عند ذلك في عبارته، فإن كثيراً من الناس يتكلمون عند ذلك
بما لا يَليق، وربما تكلَّم بعضُهم بما يكون كفراً، وكذلك ينبغي إذا قال
له صاحبه: هذا الذي فعلتَه خلاف حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أو
نحو ذلك، أن لا يقول: لا ألتزمُ الحديثَ، أو لا أعملُ بالحديث، أو نحو
ذلك من العبارات المستبشعة؛ وإن كان الحديثُ متروكَ الظاهر لتخصيص أو
تأويلٍ أو نحو ذلك، بل يقول عند ذلك: هذا الحديثُ مخصوصٌ أو متأوّلٌ أو
متروكُ الظاهر بالإِجماع، وشبه ذلك.
اقرأ بعده ........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق